مخبأ أواني شعائرية - تل قشيش
القرن الثالث عشر ق.م
السبت, 25.08.12
الثلاثاء, 25.12.12
لمعلومات إضافية:
046030800
تم الكشف عن حفرة تخزين من القرن الـ13 ق.م في البلاد لأول مرة عند300م شمال تل قشيش وحوالي 2 كم الى الشمال من تل يوكنعام. في هذا الموقع أيضا لأول مرة تم اكتشاف أوانٍ كاملة, وحتى الآن لم تكن معروفة لعلماء الآثار سوى أجزاء من هذه الأواني.يقع تل قشيش على الضفة الشمالية من نهر القيشون, عند أطراف كريات حروشت. مساحة التل 10 دونم. البروفيسور يوحنان أهاروني حدد التل مع وجود "حلقات", والتي تظهر في قائمة المدن من البلادالتي احتلها الفرعون تحتمس الثالث (1479-1425 ق.م). منقبو تل قشيش برئاسة البروفسور أمنون بن-تور, الذي نُقب بين السنوات 1978-1987 من قبل معهد علم الآثار بالجامعة العبرية في القدس وشركة دراسة أرض-إسرائيل وآثارها, اقترحوا التماهي مع "دبيشت", التي تظهر في وصف حدود مقاطعة سبط زبولون: "ويأتي النصيب الثالث لأبناء زبولون لأسرهم, وتكون حدود مقاطعتهم حتى سريد. وامتدت حدودها للبحر ومرعله, ووصلت دبيشت ووادي أمام يوكنعام" (يهشوع 19, 10-11).خلال عمليات التنقيب تم تحديد 5-10 طبقات استيطان, وهي من الفترة الكنعانية القديمة 1 (3600-3000 ق.م) حتى العصر الفارسي (539-332 ق.م). كذلك اكتُشف فخار من العصور الحجري الحديث (9500-6400 ق.م), النحاسي (6400-3600 ق.م), الهلنستي (332-37 ق.م), الاسلامي القديم (638-1187 ميلادي), المملوكي (1250-1516 ميلادي) والعثماني (1516-1917 ميلادي).
خلال عمليات تنقيب للإنقاذ من قبل سلطة الآثار, بإدارة عوزي عادود.إدوين فان دان-برينك وبمشاركة أوريت سيجل, التي تمت في اطار مد خط أنبوب للغاز في المنطقة الصناعية في خليج حيفا, تم اكتشاف, في عام 2010, شمالي التل مخبأ أواني فخارية, يعود إلى الفترة الكنعانية المتأخرة 2ب (1300-1200 ق.م). كانت الأواني مطمورة في حفرة من الحجر الجيري, والتي كان قد انهار سقفها في العصور القديمة. وهي بيضويةالشكل, مقاساتها 3 مX 1.5 م وعمقها حوالي 3 م. في الحفرة وجدت اكثر من مئتي آنية, منها نماذج نادرة لم تكن معروفة حتى الآن. وجدت أواني المنتجة محليا, أوان بنموذج ميكني التي في اليونان وآخرى المستوردة من قبرص. أنتجت بعض الأواني محليا: ركائز أسطوانية طويلة, لها نوافذ مستديرة أو مستطيلة, ركائز صغيرة, مباخر وزبديات ذوات ساق, استعملتللإراقه, لحرق الزيت, وللبخور. أوانٍ أخرى المنتجة محليا هي أقداح (منها قدح مُشكل عليه وجه إنسان), طاسات, أباريق, أباريق صغيرة للغَرْف, أواني طبخ, مصابيح زيت, جرة كنعانية و‘أوعية مدمجة‘. الأواني القبرصية المستوردة تشمل زبديات من نوع "المغطىبالأبيض", و"ذوات القاعدة بشكل حلقة"وأباريق صغيرة مُلمعة. الأواني الفخارية الميكنية هي جرار ركاب, وجرة على شكل إجاصةوقوارير. وعثر أيضا على زبدية قيشاني (عجينة على أساس بلورات, غالبا من الكوارتز, مضاف لها مادة زجاجية), التي قد صُنعت على ما يبدو في منطقة سوريا - أرض إسرائيل.
أستنادا على الركائز, المباخر, الزبديات ذوات ساق والقدح ذي وجه إنسان يعتقدالباحثون, أن مجموعة الأواني كانت تنتمي الى معبد محلي صغير لم يتم العثور عليه بعد. هذه الأواني المنتجة محليا والمستوردة قُدمت قرابين مقدسة من قبل المؤمنين. لقيات الأواني الفخارية لا تدل على خصائص وصفات معينة لإله أو الآلهة الذين كانوا يعبدون, وحتى ليس على هوية المؤمنين.
دفن الأواني المقدسة أو القرابين التي كانت تُجلَب للمعبد يسمى "محفوظات" وتسمى البئر التي وضعت فيها الأواني "حفرة تخزين" (فاويسه). في رأينا, كانت أسباب دفن الأواني في بئر للمحفوظات هي:
أ. تخزين سريع للأواني من المعبد أو من الموقع المقدس المحلي خوفا من التعرض لاذى العدو.
ب. الأواني هي أدوات قرابين جُلبت إلى المعبد أو الموقع المقدس, قد جمعت ودفنت في حفرة تخزين عندما لم يبقى مكان آخر لهاأو عندما أستبعدت من الاستخدام.
الأواني المستوردة التي وجدت في المخبأ تشكل دلالة على علاقات تجارية مكثفة كانت موجودة في ذلك الوقت بشكل أساسي بين أرض-إسرائيل وجزيرة قبرص وبلاد بحر ايجه. دعم لهذه الدلالة على العلاقات التجارية موجود في اللقيات الأثرية للسفن المحطمة في أولبورون (9 كم جنوب-شرق مدينة كاس في جنوب تركيا) وفي كاب جليدونيه (بالقرب من بودروم في جنوب تركيا).السفينة من أولبورون مؤرخة حول 1300 ق.م والتي من كاب جليدونيه حول 1200 ق.م.
تأريخ حفظ الأواني في حفرة التخزين للقرن الثالث عشر ق.م يستند على مقارنات مع أواني الفخار المختلفة التي وجدت بها وكذلك على أساس جرة ركاب, المماثلة لاحدى جرار الركاب التي وجدت في محفوظات تم اكتشافها بحفريات غروب في محافظة الفيوم في مصر, وضمت جعْل (ختم الخنفساء السوداء) من أيام الفرعون رمسيس الثاني الذي حكم مصر بين السنين 1279-1213 ق.م.
يُعرض المعرض في المتحف البحري الوطني بلطف من سلطة الآثار.