تماثيل الدفن من أرض- إسرائيل من الفترة الرومانية

السبت, 24.03.12

:

مُتاح

لمعلومات إضافية:

046030800

شارك

ظهرت تماثيل الدفن من الحجر الجيري للرجال والنساء من مختلف الأعمار, تصف جزء أجسادهم العلوي (البروتوما), في البلاد خلال الفترة الرومانية المتأخرة (القرون 2-3 ميلاديا), في معظم الحالات كان الوصف تخطيطيا, ولكن من الواضح أيضا بأن هناك محاولة خلق بورتريه. وجدت تماثيل مسجل عليها اسم المتوفى, وبعضها سُجل عليها سنوات حياته, هذه الأسماء من اليونانية واللاتينية أو سامية, لكننا لا نتعلم منها عن هوية المتوفى العرقية لأنه في هذا الوقت التسمية من مصدر يوناني أو لاتيني كانت متبعة.

ظاهرة نحت الحجر ليمثل المتوفى, بما في ذلك تصميم الأزياء والشعر, تعرض الموضةالتي كانت شائعة في الأساس في المقاطعة الشرقية من الإمبراطورية الرومانية. في أعقاب غزو البلاد بيد الإسكندر المكادوني (332 قبل الميلاد) تأسست في المنطقة الموضة اليونانية-الشرقية (الهلنستية), التي انتشرت بين السكان, وخاصة في المدن الهلنستية. تظهر النساء والرجال غالبا مع الستر, وفوقها أحيانا ثوب آخر. النساء تظهرن مع مجموعات متنوعة لتسريحات الشعر ومنهن من ترتدين المجوهرات. تسريحات الشعر للرجل أبسط بكثير, في معظم الحالات يظهرون بشعر قصير أو كامل, وبعضهم ذوي لحية وشارب.

    مائتي تماثيل دفن معروفة اليوم, منتشرة في المتاحف والمجموعات الخاصة في جميع أنحاء العالم. وتمت مصادرة معظمها من قبل السلطات من اللصوص أو اشتُريت في أسواقالبضاعةالعتيقة وأصلها الدقيق غير معروف. في التنقيب الأثري في بيسان وسبسطية في السامرة عثر على تماثيل من هذا القبيل في مقابر مبنية أو محفورة في الصخر. الدفن في المقابر المحفورة أو المبنية خدم في المقام الأول الطبقات العليا, كذلك تماثيل الدفن نفسها, فقط الأثرياء استطاعوا شرائها.

في البلاد كانتمعروفة هذه الظاهرة فقط في المدن سكيثوبوليس (بيسان) وسِبَسْطي (سبسطية). وُجِدت معظم التماثيل في محيط بيسان ومن تحليل أسلوبها الفني تبين أنه عمل في محيطها عدد من الورشات. يرجع تاريخ التماثيل الأقدم إلى نهاية أيام القيصر تريانوس (98-117م) أو إلى بداية عهد هادريانوس (117-138م). يبدو أنه في منتصف القرن الثالث ميلادي اعتُمدت هذه الممارسة حتى عند الطبقات المنخفضة في سكيثوبوليس, دليل على ذلك انتشار تماثيل الدفن بمستوى أداء متدني, وهذه ربما كانت الأكثر رخصا. توسيع نطاق هذه الممارسة يرتبط على الأرجح بقانون سنه القيصر أنطونيوس كركلا (211-217م) (يسمى القانون باللاتينية Constitutio Antoniniana), وحسبه اعتبر جميع الأحرار سكان الإمبراطورية مواطنين رومانيين متساويي الحقوق. قليل فقط من الورش تواجدت بعد عهد هذا القيصر, في القرن الرابع ميلادي توقفت عن الظهور تماثيل الدفن من هذا النوع.

الشخوص المنحوتة تمثل طائفة واسعة من الأعمار -من الأطفال حتى البالغين, الذكور والإناث- وتعكس فن النحت المحلي, مع عدم تواجد جمال وأناقة النحت الروماني الفاخر. التماثيل أُنتجت باستخدام اثنين من التقاليد الفنية- الرومانية والشرقية- ويظهر بها تأثر بالفن الهلينستي. هذه "الرومانية" مصدر نشأتها من تقاليد الفن الروماني في إنتاج تماثيل الذكرى للأجداد, وأيضا واضح بها تأثير البورتريه الإمبراطوري. وتلك "الشرقية" تقدم في الأساس العناصر الفنية النبطية (شعب عربي قطن الصحراء في أرض-إسرائيل وعبر نهر الأردن, معروف من القرن الرابع ق.م فصاعدا), كما يعبَّر عنها بشكل رئيسي في تماثيل دفن سبسطية. الاتجاهات الهلنستية في تماثيل الدفن, والتي تظهر على حد سواء في كلا التقليدين, تدل على الطابع اليوناني-الشرقي للسكان المحلين في شمالي بلاد-إسرائيل في ذلك الوقت. من التصميم التخطيطي لتفاصيل التماثيل يمكن أن نخمن بأن الفنانين لم يجهدوا في كثير من الأحيان  بخلق بورتريه دقيق, إنما خلقوا مُنتج المصمم لتلبية متطلبات العملاء. التشابه الشكلي والفني للتماثيل يشير إلى أن الفنانين المحليين أثروا بعضهم على بعض. التماثيل من نهاية القرن الثالث ميلادي تمثل التدني الفني, والذي تجلى بالوصف العام وبالتصميم الثابت والمتكرر للشخوص. ومن المحتمل أبضا أن اختفاء تماثيل الدفن خلال القرن الرابع ميلادي يرتبط جزئيا بانتشار المسيحية في المنطقة بعد اعتباراها الديانة الرسمية للإمبراطورية في عام 324م.

 يرتكز المعرض على مجموعة الدكتور الكسندر روش, مؤسس وأول مدير لمتحف الفنون القديمة في حيفا;ضُمت هذه المجموعة الى مجموعة المتحف البحري الوطني في عام 1995.

لشراء التذاكر ومزيد من المعلومات يرجى ترك التفاصيل الخاصة بك