المعرض یفتح نافذة على عالم سحري لأوانٍ فخاریة مزخرفة بأسالیب فنیة متنوعة وألوان متعددة. ویضم
المعرض أوان فخاریة تعود إلى الفترة القبرصیة المبكرة حتى الفترة الكیفرو-كلاسیكیة، في الأساس أواني
فاخرة استخدمت في الحیاة الیومیة على الجزیرة أو تم تسویقھا إلى خارجھا.
جزیرة قبرص في شرق البحر المتوسط لم تحضى بالاھتمام المناسب من جانب الباحثین حتى النصف الأول من
القرن العشرین. رائد في مجال البحوث الأثریة في قبرص كان البروفیسور آینر جرستاد. وترأس البروفیسور
1931 . استقلال قبرص في عام 1960 أعطى - جرستاد بعثة سویدیة عملت على الجزیرة بین السنوات 1927
زخما للحفریات الأثریة علیھا، والیوم تعتبر الجزیرة مصدرا ھاما لفھم الآثار والحضارات القدیمة في حوض
البحر الأبیض المتوسط الشرقي.
تقع جزیرة قبرص على طرق النقل البحریة في الحوض الشرقي للبحر الأبیض المتوسط. وقد ساھم موقعھا ھذا
في كونھا مركزا ھاما للتجارة، إذ ثقافتھا المادیة أثرت وتأثرت من العناصر الثقافیة التي جاءت الیھا وانتشرت
منھا بواسطة التجارة البحریة القدیمة. الظروف الجغرافیة للجزیرة- حیث قُرارة النحاس التي بھا والموانئ
المریحة لرسو السفن- جذبوا القوى العظمى التي حكمت في العصر القدیم في منطقة البحر الأبیض المتوسط ،
وتأثیر ھذه القوى لعب دورا ھاما في تشكیل ثقافتھا. اشتھرت الجزیرة بالعلاقات التجاریة، وخاصة فیما یتعلق
بالنقل البحري والتكنولوجیا المتقدمة في بناء السفن. وكذلك كانت الجزیرة واحدة من أھم مراكز انتاج النحاس
في حوض البحر الأبیض المتوسط.
كما تمیزت جزیرة قبرص أیضا بالفن الذي أُنتج فیھا، حیث امتزجت فیھ عناصر قبرصیة أصلیة مع التأثیرات
الخارجیة، وبالتالي خُلق فن قبرصي فرید من نوعھ. ھذا الفن ھو من القلائل في البحرالمتوسط الذي حافظ فنانیھ
على الأسالیب الفنیة والعناصر الزخرفیة لقرون عدة.
وقد جذب الفخار من قبرص دائما اھتمام من یراه لشكلھ الجمیل وكذلك للألون الغنیة التي میزت صناعة الفخار
القبرصي. حتى العصر الحدیدي صُنعت الأواني بالید. من العصر الحدیدي راج استخدام الدولاب في إنتاج
الأواني وكذلك لزخرفتھا. أقدم الأواني الفخاریة في قبرص ظھرت خلال العصر الحجري الحدیث -
3800 ق.م) والتي كانت مغطاة باللون الأحمر أو البني الداكن، وزُخرفت أسطحھا بخطوط - الفخاري( 4500
2500 ق.م) زُخرفت الأواني برسومات نباتیة - متموجة بواسطة اداة تشبھ المشط. في العصر النحاسي ( 3900
1900- تجریدیة وبأشكال ھندسیة حمراء أو بنیة على طبقة بیضاء اللون. في الفترة القبرصیة المبكرة ( 2500
ق.م) لُمِّعت أسطح الأواني باللون الأحمر أو الأسود وبعضھا نُقِّشت بأشكال ھندسیة وكذلك زخارف من
1600 ق.م) كانت - مشخصات بشریة أو حیوانات التي تظھر نافرة. في الفترة القبرصیة الوسطى ( 1900
الأواني مزخرفة بمثلثات وأنماط شطرنج شبكیة، معینات، خطوط مستقیمة أو متموجة، وھذه رُسمت بألوان
داكنة على خلفیة بیضاء. حتى ھذه الفترة كان تصدیر الأواني من قبرص قلیل جدا. في الفترة القبرصیة
1050 ق.م) انتجت الأواني الفخاریة بمستوى عال جدا. وخلال ھذه الفترة ساد ازدھار في - المتأخرة ( 1600
العلاقات التجاریة للجزیرة مع بلاد شرق حوض البحرالمتوسط وبحر إیجھ. مجموعتان رئیسیتان من الأواني،
"المغطاة بالأبیض"، و "ذوات القاعدة على شكل حلقة", تم تسویقھا من قبرص إلى بلاد بحر ایجة وإلى الشرق.
استیراد على نطاق واسع لأوان قبرصیة كان واضحا في الساحل السوري– ارض إسرائیل، حیث تم العثور
- علیھا ھناك في المستوطنات والقبور من العصر البرونزي المتأخر. في الفترة الكیفرو-ھندسیة ( 1050
750 ق.م) زُخرفت أواني الفخار غالبا بنماذج ھندسیة، ولكن أیضا بمشخصات بشریة، حیوانات وأنماط نباتیة.
على مدى القرون ال 10 وال 8 ق.م شاعت في قبرص وأرجاء الحوض الشرقي للبحر الأبیض المتوسط
مجموعة الأواني "المزخرفة باللون الأسود على أحمر"، والتي تُعرف أیضا باسم "الخزف الكیفرو-فینیقي"،
480 ق.م)، - ویعتقد الباحثون أن نشأتھا تكاد تكون من المؤكد في قبرص. في الفترة الكیفرو-أرخائیة( 750
310 ق.م) شاعت في المقام الأول أوان مغطاة باللون الأحمر ومزخرفة بأنماط - والكیفرو-كلاسیكیة ( 480
ھندسیة, خطوط ودوائر متحدة المركز وبأنماط نباتیة باللون الأسود والأبیض. خلال الفترة الكیفرو-كلاسیكیة
تظھر التأثیرات الیونانیة-الكلاسیكیة بشكل قوي في انتاج الأواني والزخرفات علیھا، وھو الاتجاه الذي نمى
30 ق.م) والفترة الرومانیة ( 30 ق م - 330 میلادي). - أیضا في الفترة الھلینیة( 310
یستند ھذا المعرض على اللقیات الأثریة من شیكمونا وعلى مجموعة الدكتور الكسندر روش، مؤسس متحف
الفنون القدیمة في حیفا ومدیره الأول. ھذه المجموعة دُمجت في عام 1995 مع مجموعة المتحف البحري
الوطني.